* نحن تعوزنا في حواراتنا ثقافة حق الأختلاف .
* الدولة لا تثق في الصحافة المستقلة عنها . ولذلك لا تريدها .
* أوضاع الصحافة في ليبيا كان ينبغي معالجتها دون تدخل أطراف خارجية .
* أنا على أية حال من الرافضين قطعيا للأستقواء بالخارج .
مراسل المدونة من ليبيا : خالد المهيرى
عشرات الأسئلة عن هموم الصحافة في ليبيا، بين أزمة الخطاب، وأزمة الثقة، إلى بيان المثقفين الأخير، مروراً على محطات فترة عمله في الأمانة العامة لرابطة الصحفيين الليبيين،فكان لنا لقاء مع محمود البوسيفى نقيب الصحفيين السابق
* نبدأ حوارنا من بيان المثقفين الأخير حول إطلاق حرية الصحافة .بما أنك أحد أعضاء لجنة دراسة أوضاع الصحافة في ليبيا هل من الممكن أن توضح لنا الخطوات التي قامت بها لجنتكم بعد صدور البيان، وهل عقدت اللجنة أي اجتماعات بالخصوص؟
- لم تقم اللجنة بأية خطوات، ذلك أنها لم تجتمع .
- لم تقم اللجنة بأية خطوات، ذلك أنها لم تجتمع .
* آثار بيان المثقفين ردود أفعال واسعة بين معارض ومؤيد للفكرة،ماهو تقديرك الشخصي لفكرة البيان،وهل تعتقد بأنه سوف يكون سند للجنة في علمها،أم أن اللجنة سوف تعمل على تجاهل مطالب المثقفين؟
- هذا الجواب مؤجل إلى حين اجتماع اللجنة . وفى تصورى أن اللجنة ستناقش جميع الموضوعات الخاصة بالصحافة وسيكون من الضروري التطرق إلى ما طرحه البيان, حتى في حالة عدم صدوره .
* لماذا لم يصدر عن لجنة دراسة أوضاع الصحافة أي بيان رسمي للرد على مطالب الموقعين؟
- لأنها لم تجتمع .
* عقب نشر البيان صدر بيان مجهول على شبكة الإنترنت بعنوان (حرمات ليبيا أولاً) اتهم الموقعين بالخيانة والعمالة. هل كان رد غير مباشر على البيان في تقديرك؟
- هو رد شخصي على الأرجح . ولا أميل حقا إلى الأستنجاد بمفردات التخوين والعمالة في الحوار . نحن تعوزنا في حواراتنا ثقافة حق الاختلاف . وهذا يقود الطرف الاضعف لخلط الأوراق باللجؤ إلى تلك المفردات .
* وقعت على البيان شخصيات تنتمي إلى تشكيلات المعارضة في الخارج ،هل لديكم مشكلة في هذا الجانب؟وماهي الخطوات التي تتوقع أن تتخذها لجنة الصحافة للتعامل مع توقيعات هذه الشخصيات؟
- التوقيع تم على الشبكة الدولية . وليس بوسع اللجنة التعاطي مع هذا الأمر . وأنا أرى أن المسألة تخص أوضاع الصحافة في ليبيا التى كان ينبغي معالجتها دون تدخل أطراف خارجية .
* ضمن مطالب المثقفين توسيع دائرة الحوار والنقاش حول الصحافة ،هل أنت مع هذا المطلب؟ وهل لديكم معلومات عن عقد مؤتمر وطني حول الصحافة؟
- لا توجد لدي أية معلومات عن مؤتمر وطنى في الخصوص . وأنا أؤيد بكل تأكيد توسيع دائرة الحوار والنقاش حول الصحافة ... إذا كنا قد قمنا بتوسيع الملكية الاقتصادية فكيف نرفض توسيع المعرفة ؟.
* منذ عشرات الأعوام وموضوع الصحافة في ليبيا حديث الساعة!!! ولم تتوقف المطالبات بضرورة الانفتاح على هذا الملف،في مصلحة من يصب غياب الصحافة عن الساحة؟
- الصحافة حاجة ضرورية . ولم يعد من الجائز تجاهل أهميتها وضرورتها . وفى تقديري غيابها لا يصب إلا في أودية الأطراف التى تخشى من الرأي العام.
* وجهت انتقادات للجنة دراسة أوضاع الصحافة برئاسة الدكتور البغدادي المحمودي،وكان الانتقاد الأبرز بأن بعض أعضاء اللجنة غير مؤهلين للعمل في اللجنة،وأن وقت البعض من المسئولين في اللجنة لا يسمح حتى بالاجتماع لساعات؟
- حتى الآن يمكننا القول أن الانتقاد الثاني صحيح تماما . أما عن مسالة عدم أهلية البعض . فهذه مشكلة ليبية على أية حال وتنسحب على معظم القطاعات .
* هل تعتقد بأن الدولة جادة في إطلاق الحريات الصحفية والإعلامية ؟
- لا أعتقد أن الدولة عازمة على ذلك . ثمة بوادر مشجعة أشبه بالغيوم ... لكنها تظل مجرد بوادر لا تشي بالمطر.
* من وجهة نظرك أين تقف معضلة الصحافة في ليبيا،بعض المهتمين يقولون بأنها أزمة خطاب أيدلوجي لم يعد يصلح للحاضر؟
- لم يعد الخطاب الايدولوجى مهيمنا إلى هذا الحد . المسالة في تقديري تعود إلى الثقة ... الدولة لا تثق في الصحافة المستقلة عنها . ولذلك لا تريدها . وهذا هو ما يدعو للعجب .
* أستاذ محمود ننتقل إلى محور ثان يتعلق بفترة عملكم أميناً للرابطة العامة للصحفيين الليبيين.في مقال لأمين النشاط بالأمانة العامة الحالي ناصر الدعيسي هدد بالكشف عن ملفات ما وصفها فترة (الشنطة) قبيل تقديم استقالته في إشارة واضحة إلى مرحلتكم،ولماذا التهديد في هذا الوقت بالذات؟
- فترة عملى بالرابطة العامة للصحفيين كان كل همي حول الحصول على قانون جديد للصحافة ينسجم مع العصر ويستجيب إلى اشتراطاته ... كان همي نقل وضع التنظيم المهني من ضحالة دور الرابطة إلى فضاء النقابة ... والتي هي تنظيم مطلبي يدافع عن حقوق الأعضاء . وأعترف بأنني أخفقت في ذلك ... أسباب الأخفاق تعود أولا إلى رفض الدولة وثانيا إلى ضعف الأعضاء . النقابة القوية قوية بأعضائها ووعيهم النقابي وهو المفقود للأسف في الوسط الصحفى . . رفضت أثناء مسؤوليتي اللهاث وراء السيارات والمكاسب لرفضي تسطيح الأمر . وقلت لجميع المسؤولين أن الصحفيين يريدون القانون والنقابة ولا يريدون شيئا غيرها... أما بخصوص السيد الدعيسى وتهديده بالكشف عن ملفات ((.....)) فأرجو ممتنا منه ومن أى زميل آخر تقديم هذه الملفات ليس فقط لوسائل الأعلام ولكن للنيابة العامة والأجهزة الرقابية . و (( الشنطة )) كانت خالية إلا من الأوراق ولم تتلوث بأى شىء يهين هذه الشريحة المحترمة .
* هل لديكم مخاوف من تصريحات الدعيسي، نود منك أن توضح لنا ردك المباشر على هذه الإشارات ؟ وماهي الملفات التي أشار الدعيسي بالكشف عنها؟
- مخاوفي الوحيدة تنحصر في استمرار ضم الزملاء الإعلاميين إلى رابطة الصحفيين . وتأخر صدور القانون . وتأخر انتقال الرابطة إلى وضع النقابة . هذه هي مخاوفي . ولا أخشى من أى تهديد من أيا كان .
* منذ التصعيد الأخير نلاحظ مسلسل الاستقالات لم يتوقف،إضافة إلى الاتهامات المتبادلة على شبكة الإنترنت أين تكمن المشكلة في رابطة الصحفيين..؟ هل في الأمين الحالي عاشور التليسي أم الأعضاء أم القانون؟
- الوضع الصحفى في ليبيا يعانى من جملة من العراقيل أهمها في رأيي القانون . وبعد القانون لابد من ترتيب يوفر مناخا للتدريب النقابي لتأمين الوعي بأهميته وذلك بالاستعانة بمنظمة العمل العربية والدولية والاتحاد العام للصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين . .أما بخصوص الاستقالات فالسيد الدعيسى نفسه قال أنه سوف يستقيل . وعن الاتهامات على شبكة الانترنت بين الزملاء فهذه من طبيعة الحراك في وسط يخلو من الشفافية . وبالمناسبة وفى شأن ما يتسرب أحيانا في هذا الشأن أؤكد للجميع وهذه ربما المرة الثالثة التى أطرح فيها أن الرابطة العامة للصحفيين أثناء قيامى بمهام الأمانة بها لم تتلق درهما واحدا من أية جهة سوى مبلغ عشرة آلاف دينار عند تأسيسها من شؤون النقابات تم الصرف منها على المؤتمر الأول للصحفيين الليبيين (( صبراته 1992 )) وعلى العدد اليتيم لصحيفة الصحافة ومعاونة بعض الصحفيين في ظروف الوفاة . وكنت والزملاء في الأمانة نسافر في مهام تتعلق بالرابطة دون الحصول على قرارات إيفاد .ولابد هنا من الإشارة إلى أن الأستاذة فوزية شلابي قامت عندما كانت تتولى أمانة الأعلام والثقافة بتقديم مبلغ عشرة الآف دينار لتسديد اشتراكات الرابطة في الاتحاد العام للصحفيين العرب في النصف الثاني من عقد التسعينيات،وفي هذا الشأن أشير إلى أن مساعي بذلت في 2005 مع أمين المالية حصلت الرابطة على مبلغ مماثل للاشتراكات ،وتم تحويله إلى المندوبية بالقاهرة.واستلم الأمين الحالي للرابطة أمر تسليمه للإتحاد،وعندما سألت الأمين المالي بالإتحاد أخبرني أنه لم يستلمه علماً بأن الرابطة الحالية قامت هي الأخرى بتحويل مبلغ آخر للاتحاد كاشتراكات غير أن المبلغ الذي قمنا نحن بتحويله لم يصل للاتحاد حتى الساعة،ومن يملك غير ذلك في شأن الدعم المالي للرابطة السابقة ، ومن يملك غير ذلك من أية جهة عليه كشف ذلك علنا . واستطاعت الرابطة الحصول على موقع الأمين المساعد للإتحاد العام للصحفيين العرب لثلاثة دورات متتالية وهو الأمر الذى لم يحدث في تاريخ الاتحاد . وعلى موقع النائب الأول لرئيس اتحاد الصحفيين الأفارقة . وعضو الهيئة التنفيذية للمنظمة العالمية للصحفيين قبل توقف نشاطها . حتى السيارات الخاصة التى تم منحها لأمناء النقابات والروابط لم نسعى ورائها ولم نتوسلها ولذلك لم نحصل عليها . وتاريخي في وكالة الجماهيرية للأنباء والإذاعة والاعلام الخارجي وفى العمل الخارجي (( المركز الثقافي الليبى في أنقرة ومكتب الأخوة في لبنان )) وفى مجلة المؤتمر يؤكد مدى تمسكي بثوابت العمل المهني الذى وبشهادة الجميع لم يتلوث بأى شبهة من أى نوع .
* هل كان لمؤتمر الشعب العام،أو بعض المتنفذين وراء خروجك من الأمانة العامة للرابطة،وهل تود أن تتقدم للترشح في المرحلة القادمة؟
- ما حدث بالضبط ... هو رفضي لقرار أمانة شؤون النقابات بمؤتمر الشعب العام (( وهو ما لا تملكه في واقع الأمر )) بضم شريحة الإعلاميين إلى رابطة الصحفيين وذلك بهدف استغلال الكم العددى من الإداريين والفنيين في حسم نتائج التصعيد . فقدمت استقالتى علنا وأبلغت بها أمانة مؤتمر الشعب العام رسميا . وقبل الشروع في التصعيد بالشعبيات نشرت الصحف الدعوة للتصعيد دون الإشارة للإعلاميين ((,,,,)) فدخلت للتصعيد في شعبية طرابلس (( حيث الصحافة والصحفيين في ليبيا )) ونجحت رغم المنافسة الشريفة بيني وبين عدد من الزملاء الأعزاء . وفى التصعيد الأخير اكتشفت أن الإعلاميين مازالوا ضمن الرابطة فانسحبت . وأثناء التصعيد الأخير جرى تنظيم دورة تثقيفية ((.....)) للحاضرين حضرت جانبا منها . وفى جلسة حضرها أمين شؤون المؤتمرات و حضرها الأخ المنسق العام للقيادات تحدثت عن كل شىء (( القانون , النقابة , ضم الإعلاميين دون التنسيق مع أمانة الرابطة ..الخ الخ )) وقلت أن 90 في المائة من الحاضرين هنا هم من الإداريين والفنيين ولا علاقة لهم بالصحافة ... كانت السجلات عندما كانت الرابطة فقط للصحفيين لا تضم أكثر من 350 عضوا . والآن يتجاوز عدد الأعضاء رقم 3000 ((.....))... وأذكر أن أمين النقابات قال لي بعد الجلسة (( أنت يا بوسيفي مانك فاهم شىء )) كان ردى .. الواضح أنني فاهم أكثر من اللازم . هذا ما حدث بإختصار .
* من المسئول عن تخلف الصحافة في ليبيا طيلة هذه الأعوام،وهل تعتقد بأن الدورات للصحفيين في مصر وتطوير المطابع كفيلة بتطوير عجلة الصحافة،أم أن ضرورة تغيير الخطاب أهم الأساسات في الوقت الحاضر؟
- من يتابع الوضع الصحفى في ليبيا وتاريخه سيكتشف الخلل . كانت صحافتنا متطورة ومحترمة . التجارب التى خاضتها كانت محاولة لقراءة الأمر بشكل مختلف لكن النتائج لم تكن في مستوى الطموح . ولذلك جاءت تجربة صحيفة الصحافة التى أصدرتها الرابطة في 8/1/1992 .(( عدد واحد)) التى عجلت في تقديري بعودة المؤسسة (( الهيئة بعد ذلك )) العامة للصحافة ومحاولة ترقيع الوضع الصحفى . . وكنت أقول دائما أن الخطاب ليس مسؤولا عن انحدار وتردى الوضع الصحفى ... الصحافة الليبية تعوزها الصحافة ... المهنة ... الوعي ... الإمكانيات الخ الخ .
* هل حان الوقت لتفعيل قانون المطبوعات،وهل من وجهة نظرك الأحداث الإقليمية والعربية والدولية سوف تعجل من اتخاذ قرارات لإطلاق الحريات الصحفية في البلد؟
- نحن في حاجة لقانون جديد . القانون القديم (( 72/76)) كسيح وهزيل ومزدحم بالأحكام المغلظة . إضافة إلى كونه مكتظ بمفردات لم تعد هي نفسها موجودة (( الاتحاد الاشتراكي العربي , الوزير , الخ الخ )). وأنا على أية حال من الرافضين قطعيا للأستقواء بالخارج . وارى أن بناء الصحافة الليبية شأن ليبي .على الليبيين القيام به . علما بأن الوقت لا يسعف أحد . فالرأي العام الليبي يشكل الآن بواسطة وسائل أعلام خارجية .
* تأتي ليبيا في كل عام ضمن قائمة الدول القامعة للحريات الصحفية والإعلامية ...ماهو تعليقك على هذا التقييم؟
- وجود قانون حقيقي وصحافة مستقلة وحده من يلغى موقعنا الحالي في هذه القائمة .
* بعد عقدين دخلت منظمة مراسلون بلا حدود ليبيا،واعتبر المسئولين في الأمانة العامة لرابطة الصحفيين زيارة مينارد إنجاز ،ماهو تعليقك؟
- نتائج الزيارة هي ما يجب الحديث حوله وليس الزيارة في حد ذاتها . وللعلم لم أتلق أثناء مهامي كأمين للرابطة (( 12 سنة )) أية رغبة من المنظمة لزيارة ليبيا.
* هناك مشكلة حقيقية تواجهها الصحافة في ليبيا تتركز في غياب الثقة بين المواطن والصحافة،في اعتقادي المواطن لا يعرف حتى أسم الصحف الليبية،وشبكة الإنترنت وفرت هذا الجانب ،ورغم محاولات عديدة تبذلها المؤسسات الإعلامية ولكن تبقى محاولات لا ترتقي إلى مستوى المشكلة،كيف يمكن الخروج بحلول تعالج الواقع المتخلف للصحافة؟
- الصحافة الليبية (( رغم أحترامى للجهود التى تبذل )) تحتاج إلى أعادة بناء شاملة , كنت اقترحت كتابة وفى مداخلات عديدة بضرورة أن يتم تحويل الصحف القائمة حاليا إلى شركات مساهمة تحتفظ الدولة بنسبة 25 في المائة من أسهمها وتطرح البقية للاكتتاب العام . على أن لا يحصل أى مكتتب على أكثر من نسبة 10 بالمئة . وأن يتم حصول هذه الشركات على تسهيلات مصرفية وائتمانية للتأسيس القوى . وأن تحصل على نسبة من الإعلانات الإدارية والخاصة . وعلى اشتراكات . وعلى تخفيض في أسعار الورق . وبعد هذه الخطوة يتم السماح بظهور الصحافة المستقلة وفق قانون يضبط مسائل التمويل وخلافه . القانون هو الفيصل وهو الضامن . وهو المطلوب .
2 comments:
اى بلد كدة
تسلم على التدوينة الجميلة
http://www.alarabiya.net/articles/2009/03/22/68993.html
مبروك حديث العربية عنك
Post a Comment