Saturday

الصحافة العراقية بعد سقوط صدام





ارسل الينا احد الزملاء الصحفيين فى العراق تقريرا حول الصحافة العراقية بعد سقوط صدام حسين لنشرة على مدونة الوسط الصحفى العربى وجاء فية
تشهد السوق العراقية حاليا ظهور صحيفة جديدة او اكثر كل يوم تقريبا منذ سقوط نظام الرئيس العراقى السابق صدام حسين فى 9 ابريل 2003اثر حرب شنها على العراق تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة واستمرت ثلاثة أسابيع. وقد صدرت حتى الان اكثر من 20 صحيفة من هذا النوع بعضها جديد وبعضها كانت تصدر فى عهود سبقت عهد صدام واستأنفت الان صدورها بهيئات تحرير جديدة مقابل خمس صحف رسمية فقط فى عهد صدام. كما ان صحف احزاب المعارضة العراقية السابقة التى كانت تصدر خارج العراق او فى المنطقة الكردية ولم يكن صدام يسمح بدخولها الى العراق عندما كان فى السلطة بدأت التوزيع فى بغداد وبقية انحاء العراق. بل ان وزارة الاعلام العراقية التى اصابها الخراب والدمار فى الحرب جراء القصف الامريكى لها واعمال التخريب والنهب والسلب والحرائق المتعمدة التى شملتها بعد سقوط صدام اصدرت هى الاخرى صحيفة اسبوعية بأسم // الصباح // يشرف على تحريرها اسماعيل زاير وهو مسؤول فى ما يسمى " شبكة الاعلام العراقى " او ( اذاعة صوت العراق الجديد ) التى تبث من مبنى الاذاعة والتلفزيون السابق الذى لحق به دمار واسع اثناء الحرب وبعدها. وكان زاير هذا من العاملين فى إذاعة " العراق الحر " التى تبث من العاصمة التشيكية براغ بتمويل أمريكي. هذه الصحف صدرت بدون اجازة رسمية من السلطات ومعظمها اسبوعى والقليل منها يومى وهو يقتصر على اربع او خمس صحف يومية لعل اهمها " التآخى " الناطقة بلسان الحزب الديمقراطى الكردستانى بزعامة مسعود البرزانى و // الاتحاد // الناطقة بلسان الاتحاد الوطنى الكردستانى بزعامة جلال الطالباني. وهناك صحيفة // الزمان // التى يرأس تحريرها سعد البزاز الذى شغل فى عهد صدام رئاسة تحرير جريدة // الجمهورية // الناطقة بلسان حكومة صدام قبل ان ينشق على رئيسه ويهرب من العراق حيث استقر فى لندن ومن هناك اصدر قبل حوالى عشر سنوات جريدته التى تأتى فى الصدارة من حيث الانتشار بين الصحف اليومية. وتطبع الزمان اربع صفحات من اصل عشرين صفحة من صفحاتها فى بغداد والباقى فى لندن. ان بعض الصحف وبسبب قلة خبرة المشرفين عليها مليئة بالاخطاء اللغوية وتفتقد الحس الصحفى المرهف فى ما تنشر من اخبار ومقالات. لكنها كلها تبدو سعيدة بالحرية التى تتمتع بها الان بعد زوال الرقابة على المطبوعات التى كان صدام يفرضها طيلة عهده الذى استمر ثلاثة وعشرين عاما. ومن هنا فأن هذه الصحف تنشر ما يحلو لها حتى ان احداها وهى اسبوعية // المجد // طلعت الاثنين بعنوان يقول " بالروح بالدم نفديك ياهو الكان " اى ( ايا كان ) فى نوع من السخرية بالشعار الذى كان سائدا فى عهد صدام " بالروح بالدم نفديك يا صدام " وتعبيرا عن الغضب من تأخر تشكيل حكومة وطنية عراقية انتقالية لادارة شؤون العراق. فى هذه الصحف تجد من يؤمن بالملكية الدستورية او بالنظام الجمهورى الديمقراطى او بحكومة اسلامية او بالعلمانية وحتى بالشيوعية حيث اصدر الحزب الشيوعى العراقى هو الاخر جريدته // طريق الشعب //. وتجد بين كتاب هذا الكم الهائل من الصحف كتابا كانوا الى ما قبل اسابيع يكيلون المديح لصدام ونظامه عندما كان هو سيد البلاد. ولكنهم الان يصبون اللعنات عليه. ولم تفت هذه المفارقة على صحفيين وكتاب عراقيين فحذروا ممن اسموهم " الانتهازيين ". وبالرغم من ان الصحافة العراقية الجديدة وبعضها اصدرها رجال اعمال لا علاقة لهم بمهنة الصحافة لكنهم يمتلكون المال الكافى للانفاق على صحفهم تتمتع بقسط من الحرية لم تشهد له مثيلا منذ اكثر من ثمانين سنة اى منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 الا ان هذه الصحف تمتنع عن انتقاد قوات التحالف التى تحتل العراق مما يشير الى وجود نوع من " الرقابة الذاتية " كل شيء مباح فى انتقاد صدام ونظامه . ولكن عندما يتعلق الامر بالقوات الامريكية فى العراق لا يتجاوز الصحفيون العراقيون بعض الخطوط الحمر التى لا يعرف من حددها.

2 comments:

Anonymous said...

i agree your idea ! very nice blog

Anonymous said...

Read your article, if I just would say: very good, it is somewhat insufficient, but I am

still tempted to say: really good!
Personalized Signature:面对面视频游戏,本地棋牌游戏,本地方言玩游戏,打麻将,玩掼蛋,斗地主,炸金花,玩梭哈